امرأه في ايه الجمال
يُحكى أن رجلا تزوج امرأة آية في الجمال .. فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل .. ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق .. ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت فهي امرأة لا حول لها ولا قوة.
فلم يجد غير أخ له من أمهوأبيه .. فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر.
ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت.
ومرت الأيام .. وخان هذاالأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها .. فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه .. فقالت له افعل ما شئت فإن معيربي.
وعندما عاد الرجل من سفرهقال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها. فطلقها الزوج من غير أن يتريث ولم يستمع للمرأة وإنما صدق أخاه.
فانطلقت المرأة .. لا ملجألها ولا مأوى .. وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد .. فطرقت عليه الباب.. وحكتله الحكاية .. فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت.
وفي يوم من الأيام خرج هذاالعابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها .. إلا أنها أبت أن تعصيالله خالقها.
وقد نبهنارسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
فهددها الخادم بأنه سينالمنها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها. فقام الخادم بقتل الطفل.
وعندما رجع العابد للمنزلقال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه .. فغضب العابد غضبا شديدا .. إلا أنه احتسبالأجر عند الله سبحانه وتعالى .. وعفى عنها .. وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتهاله في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل.
قال تعالى : وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
خرجت المرأة من بيت العابدوتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم .. فاقتربت منهم وسألت أحدهم .. لمَ تضربونه ؟؟ فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤديه وإما أن يكون عبداعندهم .. فسألته : وكم دينه ؟؟ فقال لها : إن عليه دينارين .. فقالت : إذن أناسأسدد دينه عنه.
فدفعت الدينارين وأعتقتهذا الرجل
فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت؟
فروت لهحكايتها.
فطلب منها أن يرافقهاويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت.
فقال لها إذن فلنركب البحرونترك هذه القرية السيئة.
فوافقت.
وعندما وصلا للسفينة أمرهابأن تركب أولا .. ثم ذهب لربان السفينة وقال لها أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعهافاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب.
وتحركت السفينة .. فبحثتالمرأة عن الرجل فلم تجده.
ورأت البحارة يتحلقونحولها.
ويراودونها عننفسها.
فتعجبت من هذا الفعل .. فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن.
فأبت أن تعصي ربها وتهتكعرضها.
وهم على هذا الحال إذ هبتعليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة وغرقكل البحارة.
وكان حاكم المدينة في نزهةعلى شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف .. ثمرأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها.
وفي القصر .. أمر الطبيببالاعتناء بها.
وعندما أفاقت .. سألها عنحكايتها.
فأخبرته بالحكاية كاملة .. منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته.
فأعجب بها الحاكم وبصبرهاوتزوجها .. وكان يستشيرها في كل أمره.
فلقد كانت راجحة العقلسديدة الرأي.
وذاع صيتها فيالبلاد.
ومرت الأيام .. وتوفيالحاكم الطيب .. واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلا عن الميت .. فاستقر رأيهم علىهذه الزوجة الفطنة العاقلة.
فنصبوها حاكمةعليهم.
فأمرت بوضع كرسي لها فيالساحة العامة في البلد .. وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها.
وبدأ الرجال يمرون منأمامها.
فرأت زوجها .. فطلبت منهأن يتنحى جانبا.
ثم رأت أخو زوجها .. فطلبتمنه أن يقف بجانب أخيه.
ثم رأت العابد .. فطلبتمنه الوقوف بجانبهم.
ثم رأت الخادم .. فطلبتمنه الوقوف معهم.
ثم رأت الرجل الخبيث الذيأعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم.
ثم قالت لزوجها .. لقدخدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل.
ثم قالت للعابد .. لقدخدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك.
ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك
منقووول